الأربعاء، 26 ديسمبر 2012

غياب...بلا نوايا


يأخذني الغياب إلى مدنه كما تأخذني الأحلام..مسيّرة في متاهات صنعتها في لحظات اللاوعي، 
لأستنطق تلك الشعلة المختبئة في مكان ما، أن اختصري علي عقودا من التوهان بحثا عنك.. 
ولأني هنا أعرض كلماتي على قارعة الطريق للمارة وللمقيمين وحتى سياح الكلمة علّهم يجدون بينها مايسكنهم فيسكنونه؛ فإني حين أغيب أشعر بأن الوحشة ربما تبدأ بالتسلل لهذا الوطن الذي أحببت بأن يكون وطنا لي ولكم..يحتضن أرواحنا..أفكارنا وحتى تطلعاتنا.. 
لكنه الغياب...يأتي ليأخذ؛ ونحن لانملك غير أن نعيش تفاصيله، ربما هربا من تفاصيل واقع يتكرر وربما بحثا عن فرحه يحملها حلم يولد على أيدينا وربما أيدي من سيرتهم الأقدار إلينا.. 
ثم نعود، وبالرغم من وعينا الكامل أثناء الغيبوبة التي تحملها هالة تحيط بالغياب؛ إلا أننا نفاجأ بذلك الكم الهائل من الأحداث التي حصلت أثناء غيابنا، ربما في بحث جاد عن عنصر المفاجأه الذي يعني بأن ذاك القلب سيرسل نبضاته بقوه تماشيا مع إيقاع الخبر.. مايعني بأن هنالك حياة مازلت تسكنه ليشعر ويتفاعل مع مايحدث هنا وهناك.. لنغيب مرة أخرى ولكن في معمعة الروتين وإحباطاته؛ ولأني لاأريد أن أغيب في دوامة تصيب أيامي بالدوار وتأخذني إلى غيبوبة.. فإني أعود..بنية العودة.